حرية الرأي
لقد امر الله سبحانه وتعالى المسلمين جميعا بالتأمل والتفكر والحوار والجدل بالحق في أمور الدنيا والدين وحرية الرأي ليست مجرد حق يهبه الله للمسلمين بل هو واجب وقدسي يمليه الله في كتابة العزيز ويأمر به عبادة كما ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يسطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان وقد امر الله سبحانه وتعالى بالمجادلة والحوار حيث قال تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن وهذه دعوة صريحة الى حرية الفكر والى الحوار العقلي الهادف دون اللجوء الى العنف او الغاء حق الاخر في التعبير او الرد ولقد ضرب الصحابة الأوائل أروع النماذج الحضارية والسلوكية في التأكيد على حرية النقد والقول والتعبير في احدى الحوادث التاريخية خاطب احد المسلمين الخليفة عمر بن الخطاب قائلا له في جمع المسلمين اتقى الله ياعمر فستغرب المسلمين قول الرجل وانكروا ذلك علية فقال عمر رضى الله عنة لأصحابه الان لا تقولوها فلا خير فيكم ولا خير فينا ان لم نسمعها وها هو عمر وهو يخطب عن المغالاة في المهور حيث دعا ألا يزيد مهر المرأة مهما كانت عن مهر فاطمة بنت محمد رسول الله فإذا بامرأة تقول له ناقدة أنسمع قولك يا عمر أم قول الله فأجاب فورا وقال بل قول الله فقالت إن الله يقول (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا ) فأجاب عمر بكل تواضع امرأة تصيب ورجل يخطئ ، ويجب علينا هنا أن نفرق بين حرية التعبير عن النفس والمناقشة وبين المجادلة السيئة فالمجادلة السيئة تصل أحيانا إلى الإصرار على الرأي ونفي آراء الآخرين ولكن الصحيح هو أن يكون لي الحق في التعبير عن رأيي وأيضا أحترم آراء الآخرين وأحترم حريتهم في التعبير عن آرائهم ، فكل إنسان له الحق في التعبير عن رأيه وفي المقابل يجب عليه احترام الآراء الأخرى لغيره حتى لولم يقتنع في تلك الآراء .