آخر الأخبار :

اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا

يحيي شعبنا الفلسطيني في هذه الأيام، الذكرى الثامنة والستون لنكبة فلسطين، حيث سُجلت في مثل هذه الأيام أكبر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث، حدثت في العام 1948 حين أقدمت العصابات الصهيونية مدعومة بقوات الانتداب البريطاني على تهجير وتشريد سكان 530 مدينة وقرية في فلسطين، بالإضافة إلى سكان 662 ضيعة، وهي السنة التي طُرد فيها شعبنا من بيته وأرضه وفقد وطنه لصالح إقامة الدولة اليهودية "إسرائيل"، حيث تقاطعت مصالح الدول الإمبريالية الاستعمارية آنذاك على إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.

وشملت أحداث النكبة المشؤومة، إحتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو عن 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين مشردين في شتى أصقاع العالم، كما شملت الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد شعبنا الفلسطيني وهدم أكثر من 530 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية، وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية واستحداث حضارة طارئة تلغي الحضارة العربية المتجذرة في أرض فلسطين منذ ألاف السنين.

اليوم وبعد مضي ثمانية وستين عاما على ارتكاب النظام الإمبريالي الاستعماري وصنيعته الحركة الصهيونية، لجريمة، كانت وما زالت، من أبشع جرائم العصر الحديث، جريمة اقتلاع معظم أبناء شعبنا الفلسطيني من أرض وطنه ودياره، وإحلال الصهاينة، مكانه بقوة السلاح والإرهاب وتزوير حقائق التاريخ، بعد كل هذه السنين بما حملته من عذابات وآلام لشعبنا، ما تزال عقيدة التشبث بالأرض والإرتباط بتاريخ فلسطين العريق الذي صنعه الأجداد والآباء، هي منبع الصمود والتحدي والإصرار على مواصلة مسيرة النضال الطويلة التي يخوضها شعب فلسطين العظيم بكل مكوناته وأطيافه وفي شتى أماكن تواجده.

لقد أخطأ المحتل الصهيوني حين توهم بأن الكبار يموتون والصغار ينسون ما حل بوطنهم وكيف شرد وقتل أجدادهم وأبائهم، وكيف دمرت مدنهم وقراهم، في لحظة تخاذل من العالم المتحضر، نعم أخطأ المحتلين القتلة ولم يفهموا أو يدركوا أن القضية ليست رواية تاريخية مجردة تُدرس للأجيال، بل هي تاريخ عريق لهذه البلاد وشعبها الضارب في جذور الأرض منذ القدم، بل يدرك المحتل الصهيوني أن كل رواياته وأكاذيبه التي ملأ بها الدنيا، وضلل بها العالم، فُضحت وسقطت، ويكفي الإستماع لطفل فلسطيني ليحكي قصة فلسطين وشعبها الجبار، الذي رفض الغبن والذل وضحى وما زال يضحي بأغلى ما يملك في سبيل حريته وعودته.

إننا اليوم وفي أجواء إحياء هذه الذكرى الأليمة على شعبنا، نؤكد في إتحاد الجاليات والمؤسسات الفعاليات الفلسطينية في أوروبا على تمسك شعبنا في شتى أماكن تواجده بحق العودة إلى أرضه ودياره التي شُرد منها، ولن تستطيع قوة في العالم أن تنزع عن شعبنا هذا الحق التاريخي المشروع، وستبقى بوصلة شعبنا الوطنية هي التمسك بحقوقه الوطنية المشروعة حتى زوال الإحتلال والعودة والحرية، وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس العربية.

كما أننا ندعو مكونات شعبنا وقواه الحية، وقيادة السلطة الوطنية ومنظمة التحرير إلى العمل الجاد لطي صفحة الإنقسام وتعزيز وحدتنا الوطنية، طريقنا الأنجح والأقصر لمجابهة الإحتلال والوقوف أمام مخططاته وجرائمه اليومية بحق أبناء شعبنا، وفي هذا الإطار ندعو لضرورة الالتزام بقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني ووقف المفاوضات العبثية، ووقف العمل بإتفاقية باريس الإقتصادية المذلة التي أرهنت قرارانا السياسي بتلقي أموال المانحين والدول المسيطرة على القرار الدولي والمنحازة لدولة الإحتلال الإسرائيلي.

وكما نبرق في إتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا، أسمى معاني الفخر والإكبار لشهداء شعبنا على إمتداد مسيرته النضالية، ولجرحانا الأبطال، وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، ونُحيي أمهات الشهداء والأسرى والجرحى، تلك الام الفلسطينية المناضلة التي تتقدم بكل شجاعة وكبرياء مسيرة نضال شعبنا، كما نحيي شباب فلسطين الثائر المنتفض، الذي يخوض ويتقدم إنتفاضة شعبنا الثالثة المباركة بكل إصرارٍ وتحدٍ لجبروت الإحتلال، وغطرسة قطعان مستوطنيه، ولشعبنا الفلسطيني على إمتداد فلسطين التاريخية، وفي شتى مخيمات اللجوء والشتات، وبلدان الإغتراب، نبرق أسمى معاني الفخر والإيباء، ومعاً وبوحدتنا الوطنية سننجز حلم الشهداء، ونحقق أماني شعبنا.





نشر الخبر :
رابط مختصر للمقالة تجده هنا
http://pn-news.net/news1937.html
نشر الخبر : Administrator
عدد المشاهدات
عدد التعليقات : التعليقات
أرسل لأحد ما طباعة الصفحة
التعليقات
الرجاء من السادة القراء ومتصفحي الموقع الالتزام بفضيلة الحوار وآداب وقواعد النقاش عند كتابة ردودهم وتعليقاتهم. وتجنب استعمال الكلمات النابية وتلك الخادشة للحياء أو المحطة للكرامة الإنسانية، فكيفما كان الخلاف في الرأي يجب أن يسود الاحترام بين الجميع.