آخر الأخبار :

جمعية مركز غزة للثقافة والفنون يحتفل باليوم العالمي للشعر في دورته الثانية عشر بمشاركة نخبة من الشعراء


احتفى مركز غزة للثقافة والفنون،مساءاليوم الخميس21/مارس2019 بمناسبة اليوم العالمي للشعر بالدورة الثانية عشر بعنوان " الشعر هسهسة في الروح "،بحضور نخبة من الكتاب والأدباء والمثقفين، بقاعة لاتيرنا، ضمن مبادرة مساءات إبداعية، الدورة الثالثة، والتي تتضمن تنفيذ سبع فعاليات ثقافية متعددة الأنشطة والمجالات الابداعية بدعم وتمويل من برنامج الثقافة والفنون بمؤسسة عبد المحسن القطان، وبالتعاون مع الاتحاد للمراكز الثقافية،والاتحاد العام للكتاب والادباء الفلسطينيين، ومعهد إدورد سعيد للموسيقى بمشاركة الشعراء: الاء القطراوي،أميرة حمدان،هاني البياري، خالد شاهين، وسام عويضة، وقدم البيان الشعري الشاعر/ د. عاطف أبو حمادة وبحضور نخبة من المثقفين والكتاب والادباء وبدأ الاحتفال بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأكرم منا جميعاً .

كما تم تقديم درع تكريمي للروائي غريب عسقلاني ولعائلة الكاتب الراحل زكي العيلة وتسلمه ابنه د. محمود العيلةـ ويأتي التكريم عرفاً لدورهم في اعتماد يوم الشعر العالمي حيث كانا ضمن الوفد الفلسطيني الرسمي الذي مثل فلسطين الى ربيع الشعر في فرنسا عام 1998 بمشاركة نخبة من الشعراء والكتاب والادباء في تلك الفترة وشارك في التكريم الروائي عبد الله تايه الأمين العام المساعد لاتحاد الكتاب ود. عاطف أبو حمادة عضو الامانة العامة لاتحاد الكتاب وأشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون. الشعراء ضيوف اللقاء .

وقدم الشعراء المشاركون قصائدهم المتنوعة والتي تضمنت قراءات العديد من القصائد تجلت بها الصور الشعرية بجماليتها المتنوعة.

وأدار الاحتفالية الشاعرة والاعلامية فاطمة الزهراء الشرقاوي ورافق الحضور الفنان حسن الاستاذ، بمقطوعات موسيقية وعزف منفرد بآلة العود.

وقال أشرف سحويل رئيس مجلس إدارة مركز غزة للثقافة والفنون :""الشعر ...هسهسة في الروح"...تأبط القصيدة ولا تكن من الجُنــــــــاة ،،،إذا أردت غابة كاملة من نخيلٍ وعنب ،، أو أن تُقل هاجس الموت وتجعله أنيسك من طوارق الليل ،،إذا أردت أن تصّفي الزمن من العوالق ،،إذا ما افترقت عن نفسك وكنت راغباً في اللقاء ،،إذا أردت اختبار اللغة وأن تعريها في فسحة القصيدة ،،إذا ما كنت ذاهبا لتذوق نكهات المنافي وأن تصير كونيا ،،فكن شاعرا ،، ولا تكن من الجُناة ،،.

وأكد أن الشعر هو ثقافة الإنسان الأولى عن إنسانيته وذهابه متأهباً لاكتشاف صحارى الكلام ومكامن الدهشة المتعثرة بفوضى وضجيج هذا العالم ،، الشعر هو تلك الهدنة الذهنية الكبرى عن معنى وفتنة الحياة منذ اقترف قابيل دم أخيه ودم الإنسانية سواء ،، الشعر هو التكفير عن كل مآسي البشرية والخلاص نحو لغة السمو والتماهي مع خلاصة الجمال ،، فكن شاعراً أو نحاتاً للكلمات تستنطق كل شيء مؤتمناً شاعريتك على البوح والجمال المباغت.

وأضاف ها نحن هنا اليوم نجتمع حيث يحتفل العالم بالشعر متوافقاً مع الواحد والعشرون من آذار في كل عام تعزيزاً لثقافة (الكلمة) من حيث القراءة والكتابة وتعاطي النصوص الشعرية وإعطاء الزخم المطلوب للكلمات والحركات الشعرية الوطنية والإقليمية وعلى مستوى العالم.

كما استذكر سحويل قامات شعرية رحلت عنا بأرواحها وبقيت كلماتهم معلماً شعرياً بارزاً من أمثال الشاعر معين بسيسو والشاعر محمود درويش والشاعرة فدوى طوقان ونزار قباني وغيرهم من القامات الشعرية ... مضيفاً ان الاحتفاء اليوم يذكرنا بمعركة الكرامة وشهدائها والاحتفال بيوم الأم والعديد من الفعاليات التي تتزامن مع هذه الفعالية.

ومن جهته قال د. عاطف أبو حمادة عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب :"أن الدورة الثانية عشر التي يحتفى بها المركز باليوم العالمي للشعر هو يوم فلسطيني بامتياز ورساله انسانية للعالم طالب بها شعراء فلسطينيين في تسعينيات القرن الماضي اثناء مشاركة الشاعر محمود درويش والشاعرة فدوى طوقان وعز الدين المناصرة في اسبوع ثقافي فرنسي فلسطيني بعنوان (الشعر روح الانسانية - الشعر جسد العالم) طالبوا فيه ب (ضرورة تسمية يوم عالمي خاص بالشعر) و في عام 1998 تابع مثقفون مغاربة في (اللجنة الوطنية المغربية) تنفيذ الفكرة الفلسطينية حيث قدموا طلبا مماثلا -حتى صدر القرار عام 1999. وبهذا تكون فكرة اليوم العالمي للشعر فلسطينية الأصل 1997 - مغربية المتابعة 1998."

وقد الدكتور الشاعر عاطف أبو حمادة كلمة يوم الشعر العالمي والتي كتبها لهذ الاحتفال بعنوان الشعر تبر الكلام .. يقين الأحلام...

نص البيان الشعري:

الشعر

تبر الكلام .. يقين الأحلام


د. عاطف أبو حمادة*:

لم يجرؤ أحد في يوم من الأيام على تصنيف الكلام الذي يدور في دروب الحقيقة ويعرج في فضاء الفكر على أنه شعرٌ. كما أن أحداً لم يدَّعِ أن ما قاله العلماء والحكماء والفلاسفة العظماء شعر؛ لأن ما قاله هؤلاء العباقرة, على أهميته البالغة للإنسانية محكوم بالحس والعقل واللغة المهادنة التي لا تملك قدرةً على استباحة معايير الكلام, والفتك بقوالبه الراكدة.

أما الشعر بوصفه أقدمَ الفنون فمبنيٌ على الحدس والتبصر والانفتاح والتمرد؛ لأنه يلامس حدود الأحلام وينهل من نبع الإلهام بما يصوغه في تراتيله من صور, ويجسده في ترانيمه من معانٍ غير مسبوقة وبلغة هي الأكثر شفافية وكثافة وقدرة على تجلية ظلال الروح والتقاط ارتقاءاتها وإيقاعاتها المتنوعة, واقتناص تموّجات النفس ورذاذ ذبذباتها المتجهة نحو الأعماق بعيداً عن زبد السطح وصدأ القبح.

ولغة الشعر بوصلة لا تخطئ الهدف يستعين بها الملاح في البحث عن لؤلؤة تقبع في الأعماق المعتمة, وتسطع في الفضاء المضيء. وتنفرد بقدرة على صنع الالتحام بين المفردات المتنافرة, وسلطةٍ على اقتحام العوالم الموغلة في الابتعاد والغياب لتغزل منها بردة تستر عري الكائنات بعباءة نُسجت من ألوان قوس قزح, لحمتها مفردات تحررن من قيد المعاجم وركودها السرمدي إلى ألق القصيدة وبريقها الأبدي, وسداها عاطفة تمتح من بئر الخيال وتبحر في عباب المعاني فتغدو قادرةً على إلانة القلب وإذابة الصلب, وتحفيز عاشق هائم على وجهه في البراري كان في ظنّ مولاه عبداً أبقاً لا يحسن سوى الحلب والصر فإذا به فارس يتقن فنّ الكرّ والفرّ من أجل لحظة خالدة يتنسم فيها عبق حريته التي ستمكنه من الوصول إلى مبتغاه ووصل محبوبةٍ أبعدتها قسوة الولي, وقرّبها أمل يبلل الروح برحيق زهرة, ودفقةُ شوقٍ عاتية للقاء خلّ وفيّ حاول العواذل أن يجعلوا منه مستحيلاً.

لذا جاء الشعر دائماً متمرداً رافضاً كلَّ أشكال الرتابة والقهر والاستبداد, وداعياً للحرية ومبشراً بالسلام والخلاص الأكيد.

من هنا ليس غريباً أن يكون هذا اليوم العالمي للاحتفال بالشعر والاحتفاء بالشعراء مقترحاً فلسطينياً يؤكد حرص الشاعر الفلسطيني المرابط على ثغر الكلمة الأمينة, والذي يمثل الضمير الجمعي لشعبه وأحرار العالم على التمسك بالقيم النبيلة والمعاني العميقة لحقوق الإنسان.

كما يؤكد على رفض كل أشكال القهر والاستبداد وعلى رأسها الاحتلال ويدعو لرفع الظلم عن الراسفين في قيود الاحتلال وظلمات معتقلاته الآثمة.

لذا فإن شعراء فلسطين الذين قدموا للإنسانية وجهها الجميل بأشعارهم يرفعون صوت قصيدهم عالياً في وجه الاستبداد والاحتلال مطالبين شعراء العالم وحكماءه وحكوماته بالوقوف صفاً واحداً مع حقوق شعبنا العادلة حتى ينال حريته ويقيم دولته وعاصمتها عروس العواصم مدينة القدس التي نسرج في قناديلها الفلسطينية مداد أرواحنا ومسك دمائنا لتصبح قبلة للحرية والرخاء والسلام, ولتبقى خيمة عربية تستظل بظلها الأمم.


* عضو الامانة العامة لاتحاد الكاتب والادباء الفلسطينيين.

*كتبت ضمن احتفالية جمعية مركز غزة للثقافة والفنون في اليوم العالمي للشعر.

21/مارس2019




نشر الخبر :
رابط مختصر للمقالة تجده هنا
http://pn-news.net/news10692.html
نشر الخبر : Administrator
عدد المشاهدات
عدد التعليقات : التعليقات
أرسل لأحد ما طباعة الصفحة
التعليقات
الرجاء من السادة القراء ومتصفحي الموقع الالتزام بفضيلة الحوار وآداب وقواعد النقاش عند كتابة ردودهم وتعليقاتهم. وتجنب استعمال الكلمات النابية وتلك الخادشة للحياء أو المحطة للكرامة الإنسانية، فكيفما كان الخلاف في الرأي يجب أن يسود الاحترام بين الجميع.