آخر الأخبار :

صواريخ غزة الهدف والدلالات



انطلق مساء أمس صاروخان أرض – أرض من موقع مجهول في قطاع غزة وسقطا في الأطراف الجنوبية لتل أبيب. وفشلت بطاريات الباتريوت في اسقاطهما. والمحير في الأمر أنه لم تتبنى أي جهة المسؤولية عن العملية. وأصدرت كلا من حركة حماس والجهاد الاسلامي بيانات منفصلة تنفيا فيهما كاملا مسؤوليتهما عما حدث. ومما يجدر ملاحظته في هذا السياق أن هذا الحدث ترافق مع مفاوضات يجريها وفد أمني مصري على مستوى عال، بهدف التوصل لاتفاق هدنة طويل المدى بين حركة حماس والعدو الصهيوني.. وفورا طلبت حكومة العدو الصهيوني من الوفد الأمني المصري مغادرة القطاع، لاسيما أن صافرات الانذار انطلقت في المدينة وجوارها، وطلبت الجهات الأمنية الصهيونية من السكان فتح الملاجئ . وعمت حالة من الهلع بين صفوف المستوطنين الصهاينة. وأعلنت الجهات الصحية الرسمية الصهيونية أن 50 مستوطنا على الأقل ادخلوا المشافي نتيجة الهلع والرعب الذي أصابهم. رغم أن الصاروخين سقطا في أماكن خالية وفق التصريحات الرسمية الصهيونية. كما لم يعلن عن سقوط جرحى أو قتلى نتيجة لهذا الهجوم الصاروخي.. وسرعان ما ترأس رئيس حكومة العدو الصهيوني اجتماعا للحكومة الأمنية المصغرة. وحمل حركة حماس المسؤولية عن اطلاق الصواريخ. وانطلقت حملة جوية صهيونية نفذت أكثر من مائة غارة استهدفت مواقع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. تبعها إعلان من الحكومة الصهيونية غريب وعجيب يقول إنه من الأغلب أن إطلاق الصواريخ ربما قد يكون قد تم بالخطأ؟ ولن ندخل هنا في محاكمات عمن يتحمل مسؤولية إطلاق الصواريخ على تل ابيب بالخطأ ؟ لاسيما أن توقيت اطلاقها تزامن مع مهمات الوسيط المصري في التوسط من أجل التوصل إلى اتفاق ما. ولا على التفسير الصهيوني لهذا الحدث رغماً عن الأهمية القصوى لمكان سقوطها –عاصمة الكيان- ولا على السؤال الأهم وهو من يمتلك تلك الصواريخ التي تستطيع أن تطال أهم المواقع الصهيونية على الإطلاق. ولن ندخل في تكهنات من الطرف أو الجهة المسؤولة عما جرى. هل هما من الجماعات المتشددة المتواجدة جنوب القطاع. وهل تمتلك تلك الجهات هذا النوع من الصواريخ؟ أم أن هناك جهات ليست راضية عما يجري التمهيد له من اتفاقات وغير راضية عن سياسات قياداتها الرسمية .أو لعلنا نأخذ بالتفسير الصهيوني. ودون أن ننسى اقتراب استحقاق الانتخابات الصهيونية؟ قد يكون من الصعب الإجابة على هذا السؤال على أهميته. ولن ندخل في السجالات المقيتة وتبادل التهم والمسيئة لكل شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية. ولكننا سنركز على الآثار التي أحدثها صاروخين على معنويات المستوطنين الصهاينة واضطرتهم للنزول إلى الملاجئ وتعطل الحياة العادية لهم. والأهم من ذلك هو فشل بطاريات الباتريوت الشهيرة والمتقدمة – يشار إليها بأنها الأفضل على الإطلاق في هذا المجال- السؤال الذي يطرح هنا، ماذا لو جرى التصدي لعدوان العدو الصهيوني المتكرر حتى الملل على قطاع غزة والضفة الغربية والاعتداءات اليومية على القدس والمقدسات الإسلامية فيها وكذلك عمليات القمع اليومية والممتدة على كامل الأراضي الفلسطينية. هذا دون أن ننسى عمليات المصادرة والاستيطان. وآلاف الأسرى والمعتقلين الإداريين وجدار الفصل العنصري و....... وما لا يمكن حصره من الممارسات العنصرية بحق شعبنا داخل وخارج الخط الأخضر. بعشرات أو مئات الصواريخ ردا على كل هذه الانتهاكات. تكتفي بهذا فقط للقول إن هزيمة المشروع الصهيوني وكما يبدو أنها ليست مستحيلة كما يروج البعض بسبب من الاختلال الشديد لميزان القوى بيننا وبينه. وأنه بامكاننا تحييد القوة والغطرسة الصهيونية في حال أدركنا مصادر القوة التي نملكها وتمكنا من زجها في مكانها الصحيح. وهو معروف وواضح وضوح الشمس ونقصد به ببساطة العدو الصهيوني. والذي لا يهمل فرصة لاستباحة أرضنا ومقدساتنا. في حين لا زالت قوانا الوطنية ومنها على وجه الخصوص حركتا فتح وحماس تصران على الخلاف حول جنس الملائكة. في حين يتصدى شعبنا الأعزل في الضفة والقدس وقطاع غزة ومناطق ال1948 وجمهور الشتات. كل في موقعه وبأبسط الامكانات لسياسات الاحتلال الصهيوني. وهو موحد على الأرض ودون أن ينتظر توحيد قواه الوطنية. وبما يجعله يدفع ثمنا مضاعفا من شهداء وجرحى ومعتقلين ومبعدين. أليس هذا السؤال أجدى أن نجد له إجابة بديلا لحال الانقسام وتبادل السباب والاتهامات. ودون أن نسمح للعدو الصهيوني باستغلال حتى مثل هذه الحادثة –إطلاق الصواريخ- حتى لا يبنى على نتائجها وبمعزل عمن أطلقها. نضع هذا السؤال بعهدة القيادات الفلسطينية آملين أن نسمع ردودا وطنية. فقد مل شعبنا سماع الردود الفصائلية السمجة عن تحميل الكل المسؤولية للكل.




نشر الخبر :
رابط مختصر للمقالة تجده هنا
http://pn-news.net/news10674.html
نشر الخبر : Administrator
عدد المشاهدات
عدد التعليقات : التعليقات
أرسل لأحد ما طباعة الصفحة
التعليقات
الرجاء من السادة القراء ومتصفحي الموقع الالتزام بفضيلة الحوار وآداب وقواعد النقاش عند كتابة ردودهم وتعليقاتهم. وتجنب استعمال الكلمات النابية وتلك الخادشة للحياء أو المحطة للكرامة الإنسانية، فكيفما كان الخلاف في الرأي يجب أن يسود الاحترام بين الجميع.