آخر الأخبار :

موقف فتحاوي ماكن


فوجئت حركة حماس عدم استجابة نواب حركة فتح الذين ينتمون للتيار الديمقراطي – كما يطلقون على أنفسهم – أي الذين يشاركون النائب محمد دحلان الخلاف في مواجهة اللجنة المركزية لحركة فتح، أو الذين تعرضوا لقرار الفصل، أو الذين يُطلق عليهم رئيس حركة فتح بالمتجنحين، فوجئت حركة حماس أن هؤلاء النواب الخمسة عشر من أصل 45 نائباً هم أعضاء حركة فتح بالمجلس التشريعي، أنهم لم يستجيبوا لدعوة حركة حماس في المشاركة لعقد جلسة للمجلس التشريعي بمن حضر، وذلك لمعرفتهم المسبقة أنها تهدف إلى نزع الشرعية عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس حركة فتح .
نواب التيار الديمقراطي أو الإصلاحي الذين يقودهم النائب محمد دحلان لم يتجاوبوا مع دعوة حركة حماس، وفوجئت حماس بقرارهم الفتحاوي، ورفضهم المس بمكانة الرئيس محمود عباس، مثلما ذُهلت حركة فتح نفسها ونوابها ورئيسهم أبو مازن وأعضاء لجنتها المركزية لموقف دحلان ورفاقه، أنهم أظهروا فتحاويتهم أكثر من فتح، وأنهم تصدوا لحركة حماس في عقر دارها، في غزة، موقع حماس وعنوانها ومصدر قوتها مع أنها كانت بحاجة لنواب فتح الخمسة عشر لتكملة النصاب الشكلي لإصدار قرارها غير الدستوري وغير الشرعي، بحق الرئيس محمود عباس الذي انتهت ولايته معهم، والمجلس المركزي الفلسطيني صاحب الولاية والمرجعية، قد سبق له وجدد الولاية للمؤسستين معاً : للرئيس وللمجلس التشريعي لأن شرعيتهما قائمة معاً وليست شرعية واحدة منهما مستمدة من الأخرى أو على حسابها، فكلاهما يستمد شرعيته من صناديق الاقتراع، ولذلك لا تتوفر شرعية لواحدة إلا بجانب الأخرى، حتى تجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية .
النائب محمد دحلان أعلن موقفه ورفضه لقرار المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي، واعتبره غير قانوني، وغير دستوري، وغير شرعي، مثلما أعلن أن قرار نواب حماس المس بشرعية الرئيس وعدم أهليته أيضاً غير قانونية، وغير شرعية وغير دستورية، وهذا خلاصة موقفه المعلن القوي والضعيف في نفس الوقت لأنه « لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير « كما يقول المثل الشعبي الدارج الذي صِيغ لينطبق عليه .
خلاصة الموقف لدى طرفي الانقسام الفلسطيني : فتح وحماس أنهم يدمرون المعبد على رؤوسهم، ويستنزفون بعضهم أمام عدوهم الوطني والقومي والديني، أمام المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي المتفوق، وهو يراقب فرحاً أصحاب القضية الذين تتأكل قضيتهم بأفعالهم وصراعاتهم الذاتية وتراجع مشروعهم الوطني الديمقراطي أمامه، وأن مشروعهم يترنح وهو مازال في منتصف الطريق، ولم يصل لأهدافه بعد .
لقد أكمل الراحل ياسر عرفات خطوات الراحل أحمد الشقيري باستعادة الهوية الفلسطينية وتمتين التمثيل الفلسطيني الموحد عبر منظمة التحرير، ووضع فلسطين على الخارطة السياسية، وكان أخر إنجاز حققه الرئيس أبو عمار أنه نقل الموضوع الفلسطيني وعنوانه من المنفى إلى وطنه بفعل نتائج الانتفاضة الأولى عام 1987، وتحول الصراع من صراع حدود على أطراف فلسطين وجوارها وخارجها ليكون داخل فلسطين وقلبها عبر المواجهة المباشرة بين الشعب الفلسطيني وعدوه الذي لا عدو له غيره، العدو الذي يحتل أرض الفلسطينيين ويصادر حقوقهم وينتهك كرامتهم، وبدلاً من استكمال خطوات أبو عمار بعد رحيله، وقع النزيف الداخلي والصراع الذاتي، وتحميل الشعب الفلسطيني داخل وطنه أكثر من طاقته، بدلاً من أن يواجه عدوه المتفوق، وقع في حالة تصادم مع طرفي الانقسام بسبب الاستئثار الذي تقوده فتح في مؤسسات منظمة التحرير، والاستئثار المنفرد الذي تفرضه حماس على قطاع غزة.




نشر الخبر :
رابط مختصر للمقالة تجده هنا
http://pn-news.net/news10214.html
نشر الخبر : Administrator
عدد المشاهدات
عدد التعليقات : التعليقات
أرسل لأحد ما طباعة الصفحة
التعليقات
الرجاء من السادة القراء ومتصفحي الموقع الالتزام بفضيلة الحوار وآداب وقواعد النقاش عند كتابة ردودهم وتعليقاتهم. وتجنب استعمال الكلمات النابية وتلك الخادشة للحياء أو المحطة للكرامة الإنسانية، فكيفما كان الخلاف في الرأي يجب أن يسود الاحترام بين الجميع.