آخر الأخبار :

الأديب سامر منصور : بين المصلحة العامة والفساد مؤسساتنا حالة فرانكشتاينية

ما هي أبرز المعوقات التى تواجه الإعلامي العربي خاصة من يعمل في مضمار الإعلام المقاوم كون مقالاتك في هذا التوجه وما هو مفهومك عن الإعلام المقاوم؟

الإعلامي العربي يطمح أن يلتحق بموكب الإعلام العالمي من حيث أن الإعلام يشكل سلطة رابعة لكن مع الأسف يعتبر الإعلام الحر في البلاد العربية حالة نادرة فمعظم الصحف ووسائل الإعلام تابعة للأحزاب الكبرى وممولة منها وبالتالي خاضعة لإملاءات المكاتب السياسية لتلك الأحزاب ، والإعلامي فيها موظف يؤدي المطلوب منه مع هامش من حرية التعبير لا يرتقي لجعله حراً وخلاقاً في مهنته التي تُعنى بايصال هموم الناس عل النحو الأمثل والقيام بدور تنوري نهضوي في المجالات الاجتماعية كافة. وإني أنظر إلى الإعلام المقاوم على أنه كل إعلام يسعى لتكريس القيم الإنسانية ومجابهة التشوهات في السلوك البشري خاصة تلك الممنهجة التي تسعى الدول الاستعمارية لنشرها بغية تحقيق مصالحها. وإن القيم الإنسانية كليّة لا تتجزأ ، والإعلامي المقاوم بمنظوري يجب أن يقاوم الظلم والفساد من أبسط أشكاله المحلية وصولاً إلى أبرز تجلياته الدولية . أنت من أبرز الصحفيين الذين يتطرقون إلى مسألة الفساد فما سر هذا الاصرار على جعل محاربة الفساد محوراً في مقالاتك إلى جانب محاور أخرى ساخنة أكثر كالفكر الرجع التكفيري والسياسات العدوانية الاستعمارية لدول الغرب الامبريالية؟

لا مكان للدول المتخلفة والمُعاقة في هذا العالم الذي تغولت فيه بعض دول الغرب. وإن الدولة في العصر الحديث هي منظومة من المؤسسات وكما ان جسد الانسان يتكون من مجموعة من الأعضاء تتكامل فيما بينها كذلك الدولة وجسد الدولة يتعرض لمخاطر خارجية ومخاطر داخلية فالفساد كالجراثيم والفيروسات تنهك الجسد وتستنزف قواه ولا ترحمه مهما كانت ظروفه. لذالك الحرب على الفساد هي في باب ترشيد الطاقة والقوة البشرية والمالية ...الخ لأي دولة في مواجهة السياسات الظالمة والعدون الوحشي الذي تمارسه بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية وعلينا تطهير سفينة الوطن من السوس الذي ينخرها لزيادة السرعة والكفاءة على تجاوز العواصف والأهوال التآمرية على نحو أمثل. كأديب صحفي جريء ومؤثر هل تعرضت لمضايقات من قبل أجهزة رقابية أو تهديد وأذية من قبل شبكات الفساد؟ أنا أمارس نشاطي الصحفي في صحف ووكالات أخبار ومواقع الكترونية في عدد من البلدان العربية أما اقامتي فهي في أراضي الجمهورية العربية السورية حيث هناك شكلان من أشكال الخطر على الشخصيات الوطنية المؤثرة وهما شكلان من أشكال الفكر الوصائي الاقصائي ، التكفيريون والتخونيون أما التكفيريون فهم مجرمون قتلة لو استطاعوا قتل كل صاحب فكر حر تقدمي يخالفهم لفعلوا ، أما الفاسدون فهم يندرجون في خانة التخونيين وبالنسبة لأديب وصحفي مثلي معروف التوجه تنشر له كبرى الصحف وعدد من الوزارات كوزارة التعليم العالي و وزارة الثقافة... الخ فلا أعتقد ان هناك من يستطيع المزاودة علي ولم تخلو حياتي من مساعي الفاسدين للتنغيص علي وكل إجراء قام به هؤلاء ضدي زاد الفجوة بينهم وبين البسطاء والطبقة الكادحة وشكل فضيحة تردد صداها لدى كافة فئات المجتمع وقد أصبح لدي المزيد من المتابعين والشهرة من قبل البسطاء والفقراء خاصة ضمن مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين على نحو لم أكن أتوقعه. كمشرف في العديد من المؤسسات الإعلامية ومنها وكالة أخبار فلسطين وموقع عيون دمشق وفي اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين أنت تحتك بالنخب العربية من أدباء ومفكرين، ماهو تقييمكم لسياسات الرئيس ترامب منذ توليه السلطة وحتى الآن؟ ترامب أعلن حرباً عالمية اقتصادية الطابع وكنا نأمل أن يقود هذا إلى تحالف دولي اقتصادي يقوم بتصفية النفوذ الاقتصادي الأمريكي لكن يبدو أن الغرب الامبريالي يقبل الخسائر البشرية التي تخلفها الحروب لكنه لايقبل خوض
معارك اقتصادية كبرى ويتبع سياسة الاستيعاب ونزع الفتيل ممايتيح هامش مكاسب اقتصادية لترامب وهو يعول على رد الفعل هذا. إن ترامب ببساطة هو أكثر مسؤول لايحترم الحضارات الإنسانية ويزدري الشعوب ويعتبر العالم سوقاً تجارياً إنه باختصار أول رجل آلي يحكم الولايات المتحدة الأمريكية فقلبه من حديد وعيناه تترجمان كل شيء تريانه إلى أرقام وسلع وأنا عن نفسي أسميه شايلوك العصر الحديث وإن ابتعاد الإنسان عن إنسانيته وجذوره الحضارية هو نكوص ومايفعله ترامب هو حراك رجعي خطير فلايهم التغيير الذي يحدثه المال في حياة الفرد فهو تغيير في اكسسوارات الحياة وتطوير للشيء في أحسن الأحوال .. وهذا يندرج في نطاق السيرورة بينما التغيير والتطور في سيكولوجيا الجنس البشري على نحو متسامي ينشدد التطهر من السلوكيات والظواهر المنحرفة والمنحطة فهذا يندرج في نطاق الصيرورة ووحده العارف بالانثروبويولوجي يدرك أن ترامب شخصية رجعية بامتياز وهو سيُذكر في مناهج الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها بعد مئات السنين كأكثر شخصية متخلفة وصلت إلى مناصب عُليا، هذا إن لم تفاجئنا الولايات المتحدة الأمريكية بمعاتيه وحثالة من نوع أخطر.



نشر الخبر :
رابط مختصر للمقالة تجده هنا
http://pn-news.net/news10190.html
نشر الخبر : Administrator
عدد المشاهدات
عدد التعليقات : التعليقات
أرسل لأحد ما طباعة الصفحة
التعليقات
الرجاء من السادة القراء ومتصفحي الموقع الالتزام بفضيلة الحوار وآداب وقواعد النقاش عند كتابة ردودهم وتعليقاتهم. وتجنب استعمال الكلمات النابية وتلك الخادشة للحياء أو المحطة للكرامة الإنسانية، فكيفما كان الخلاف في الرأي يجب أن يسود الاحترام بين الجميع.